أنا سيدة مضى على زواجي 4 سنوات دون حدوث حمل، وأنوي إجراء عملية أطفال الأنابيب بالحقن المجهري، وقد نصحتني صديقات لي باللجوء للعلاج بالإبر الصينية قبلها، وأكدن أن هذا العلاج فعال في زيادة الخصوبة وفرص حدوث الحمل مع أطفال الأنابيب، فهل هذا صحيح؟ وهل هناك مخاطر محتملة للوخز بهذه الإبر؟
القارئة الكريمة.. أسأل الله أن ييسر لكِ سبل العلاج، وأن يرزقكِ الذرية التي تقر عينك بها.
وأود طمأنتكِ بأن العلاج بالإبر الصينية هو مكمل فعال لعمليات أطفال الأنابيب، والدراسات الحديثة حول الخصوبة تؤكد أن العلاج بالإبر الصينية يساهم في زيادة نسبة الحمل عند النساء اللاتي يخضعن للعلاج بأطفال الأنابيب، كما توصلت دراسات عدة إلى أن العلاج بالإبر الصينية يعمل على زيادة تدفق الدم إلى الرحم، مما يعزز فرصة انغراس الأجنة بجدار الرحم، كما أن العلاج بالإبر الصينية يحد من القلق والتوتر ويقلل الهرمونات التي تفرز عند الانفعال، مما يؤدي إلى إرخاء الرحم والحد من تقلصاته، وبالتالي تزيد فرصة الحمل.
ويضاف إلى ما سبق أن العلاج بالإبر الصينية يعمل على تعديل مستوى الهرمونات التي تنظم عملية التبويض، لا سيما عند النساء المصابات بما يسمى (تكيس المبايض)، هذا بخلاف تأثيره بشكل إيجابي على الغدد الصماء والخاصة بالخصوبة، إضافة إلى تنظيم الدورة الشهرية.
ولا تتوقف إيجابيات العلاج بالإبر الصينية في الخصوبة على النساء، بل تتعداها للرجال، فقد أثبتت الدراسات العلمية الخاصة بالعقم أن للعلاج بالإبر الصينية دوراً إيجابياً في زيادة إنتاج الحيوانات المنوية وتحسين جودتها.
وفي دراسة فريدة من نوعها، شملت بحثاً على مجموعة كبيرة من الرجال الذين يعانون من خلل في الحيوانات المنوية والذين كانت نسبة تلقيح حيواناتهم المنوية لبويضات زوجاتهم منخفضة في دورتي علاج (على الأقل) بأطفال الأنابيب بالحقن المجهري، تمت مقارنة النتائج لنفس الأشخاص (قبل وبعد) العلاج بالإبر الصينية، ووجد أن العلاج بالإبر الصينية لمدة 8 أسابيع على الأقل، وبمعدل جلستين أسبوعياً، قامت برفع نسبة التلقيح من 40% إلى 66% والذي يعتبر إنجازاً رائعاً لمثل هؤلاء الرجال.
ولأن تكوين الحيوان المنوي يستغرق حوالي 75 يوماً (هي مدة الدورة الحياتية للحيوان المنوي) ليصبح ناضجاً وقادراً على التخصيب، فإننا ننصح بالعلاج لمدة 10 – 12 أسبوعاً، وبمعدل جلستين أسبوعياً، لنصل إلى أفضل النتائج بإذن الله.
أما بالنسبة لوجود احتمال لمخاطر للوخز بهذه الإبر، فأشير إلى أنها آمنة جداً وتكاد تكون آثارها الجانبية شبه معدومة، كأن تحدث بعض الكدمات البسيطة تحت الجلد مكان الوخز، وهي نادرة الحدوث ولا تدوم طويلاً.
د. ماثيو ترايسي
استشاري الطب الشرقي والعلاج بالوخز بالإبر
رئيس قسم الطب الشرقي والعلاج بالوخز بالإبر
مستشفى المركز الطبي الدولي